برنامج تدريبي مقترح قائم على الاحتياجات المهنية لمعلمي حقوق الإنسان في المرحلة الأساسية لتنمية أدائهم التدريسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

­­­­تواجه التربية على مستوى العالم الکثير من التحديات المتعددة والمتسارعة نتيجة للتغيرات الهائلة من المعارف والمعلومات، والتي تتطلب مراجعة شاملة لمنظومة التعليم القائمة، والذي أدى بدوره إلى إيجاد مداخل ونماذج لتطوير وتحديث برامج تدريب المعلمين؛ لمساعدتهم في مواکبة التغيير والتطوير الذي يحدث في العالم المحيط من حولهم، حيث يجب أن يکون التطوير علمياً وأصيلاً يأخذ في اعتباره ثقافة وخصوصية المجتمع الذي يعيشون فيه.
حيث جاءت النظرة العالمية الحالية لحقوق الإنسان ضمن تطورات وأحداث عالمية أهمها  وقوع الحربين العالميتين الأولى والثانية وما نتج  عنهما من قتل وتدمير وانتهاکات خطيرة لحقوق الإنسان أقلها الحق في الحياة والعيش بحياة کريمة، من هنا کان لابد من وقفة قوية من الأمم المتحدة لوقف هذه الجرائم الإنسانية وغيرها وصولاً إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر عام 1948م([1])، ثم جاء بعدها العديد من الإعلانات والمواثيق التي تعنى بحقوق متعددة کحقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الأسرى وحقوق ذوى الاحتياجات .. إلخ.
لذلک کان من الضروري نشر ثقافة حقوق الإنسان بين الشعوب من خلال وسائل الإعلام المختلفة والندوات والمؤتمرات والخطب وغيرها، وأيضاً الاهتمام بغرس هذه الثقافة عبر تعليم حقوق الإنسان للأجيال القادمة.
         وتعتبر قضية تنمية المعلمين مهنياً وعلمياً وثقافياً من الرکائز المهمة التي تعمل على تحسين وتطوير العملية التعليمية، ولأنه من الضروري الاهتمام بنوع المعلم والترکيز على تجديد وتطوير برامج التأهيل والتدريب أثناء العمل حتى ينعکس أثره على الجيل الناشئ من طلبتهم.
ويعتبر المعلم هو القادر على توصيل کل ما هو جديد من أفکار ومعلومات جديدة ويکون قادراً على مواکبة التطورات الحديثة وما توصلت إليه الأبحاث ليساعد الطلبة في معرفتها، وفي متابعة تطوير المناهج وفق رؤى وأفکار جديدة.
حيث أصبح لزاماً على مصممي برامج تطوير الأداءات التدريسية للمعلمين مواکبة التطورات الحديثة والتغييرات، وصولاً إلى مجتمع عالمي يقوم على احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وثقافة السلام وتقبل الآخر.
لذلک يعد  تطوير إعداد المعلم وتدريبه من أهم الموضوعات التي کانت ولازالت محور اهتمام أي عملية تطوير وإصلاح، ولهذا الغرض، اهتمت مؤسسات إعداد المعلمين وتدريبهم، في الکليات التربوية والجامعات، بإعداد المعلم إعداداً شاملاً؛ لتأهيله علمياً وتربوياً، ببرامج متنوعة؛ ليمتلک المهارات التدريسية اللازمة لأداء دوره على النحو المنشود، لذلک فإن إتقان المعلم لهذه المهارات، لا يکسبه الثقة والأمان النفسي فحسب، إنما تمکنه أيضاً من تصميم استراتيجيات التعليم والتعلم، وتهيئ له البيئة التدريسية التربوية الملائمة، لتحقيق الأهداف المنشودة .([2])
وتهدف عملية تدريب المعلمين أثناء الخدمة إلى الوفاء بحاجتين أساسيتين هما:
أ‌.       رفع مستوى المعلمين الذين لم يتلقوا أي تدريب يؤهلهم للتعليم.
ب‌.  المعلمون الذين دربوا بالفعل في الماضي في نطاق برامج خاصة عندما کانت المستويات التربوية المطلوبة أدنى مما صارت إليه.([3])



[1] الأمم المتحدة، 1996، “الشرعية الدولية لحقوق الإنسان: صحيفة الوقائع، رقم (2).


[2]ماجد محمود مطر (2010). " مستوى أداء الطلبة المعلمين في مهارات تدريس النحو بکلية التربية بجامعة الأقصى بغزة وعلاقته ببعض المتغيرات". مجلة القراءة والمعرفة -مصر، العدد 104، ص41.


[3]ايلاريه عاطف زکي، 2011 " تقويم البرامج التدريبية المقدمة من الهيئات والمنظمات الدولية في مصر لمعلمي الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم الأساسي في ضوء نموذج کريک باتريک، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة عين شمس، ص13.

الكلمات الرئيسية