الهوية البيئية وبرامج تعليم الطفولة المبكرة القائم على الطبيعة

كانت علاقة الإنسان بالعالم الطبيعي موضوعًا للعلم منذ العصور القديمة، ولكن مع الاعتراف المتزايد بالأزمات البيئية على مدى العقود الماضية نتيجة انفصال المجتمع عن الطبيعة السبب الرئيسي لعدم الاستدامة من أجل ذلك تزايدت الدعوات إلى "إعادة التواصل مع الطبيعة" وذلك لحل المشكلات البيئية العالمية وتوجيه المجتمع نحو الاستدامة خاصة بعد ظهور مع أبحاث جديدة في علم الاستدامة وعلم نفس الحفاظ على البيئة وعلم النفس البيئي والتربية البيئية.
وكان شولتز Schultz من أوائل من صاغوا مفاهيم العلاقات بين الإنسان والطبيعة من خلال منظور علم نفس الحفاظ على البيئةحيث  The Perspective of Conservation Psychology يصف شولتز إدماج الذات في الطبيعة بأنه "فهم الفرد لمكانته في الطبيعة، وما يضعه عليها، وأفعاله التي تؤثر على البيئة الطبيعية"
والارتباط بالطبيعة له ثلاث مكونات أساسية وهى نفسية - معرفية Cognitive وعاطفية Affective وسلوكية Behavioral - بالإضافة إلى ثلاث مكونات هيكلية أساسية - الترابط Connectedness والرعاية Caring والالتزام Commitment وأن الإطار العام للعلاقات بين الإنسان والطبيعة، يؤدي الترابط إلى الرعاية، والتي بدورها تؤدي إلى أفعال مؤيدة للبيئة. (Schultz,2002)
ولعل أحد أقدم المفاهيم المرتبطة بالعلاقة بين الانسان والطبيعة هو "فرضية البيوفيليا Biophilia Hypothesis " (Wilson 1984) والتي تؤكد أن البشر لديهم رغبة فطرية في التواصل مع الطبيعة، حيث يدعم نموذج البيوفيليا الكثير من العمل العلمي والعملي لتعزيز التفاعلات مع البيئات الخضراء Kahn and Kellert 2002) )  ومفهوم " اضطراب نقص الطبيعة Nature Deficit Disorder " هو مفهوم ذو صلة وأكثر حداثة والذي يرى أن انخفاض اتصال الأطفال بالبيئات الخارجية له نتائج سلبية على نموهم  (ريهام رفعت محمد ،2020؛ Louv ,2005) ومفهوم "انقراض الخبرة Extinction of Experience" (Soga & Gaston 2016) والذى ارتبط بظاهرة التحضر التي تقلل من تجارب الطبيعة اليومية مع ما يترتب على ذلك من آثار على الصحة والعواطف والاتجاهات والسلوك.