دور مناهج الدراسات الاجتماعية في التوعية بمخاطر حركة الأفروسنتريك وتأثيرها على الهوية الثقافية المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ المناهج وطرق التدريس كلية التربية-جامعة عين شمس

المستخلص

في ظل التنامي الملحوظ للحركات الأيديولوجية العابرة للحدود الذي تشهده الساحة الفكرية والثقافية في الآونة الأخيرة، تسعى عديد من هذه الحركات إلى إعادة تشكيل التصورات التاريخية والثقافية لدى الشعوب؛ وعلى رأس هذه الحركات الأيدلوجية حركة المركزية الأفريقية المعروفة "بالأفروسنتريك"(Afrocentrism)، والتي تسعى جاهدة نحو إعادة الاعتبار للهويات الإفريقية التي تعرضت للتهميش خلال العصور الاستعمارية وما بعدها.
ورغم ما يبدو على السطح وخاصة مع بداية ظهور هذه الحركة في مسعاها نحو استعادة الكرامة الثقافية للأفارقة، والتصدي لخطابات التفوق الغربي، إلا أن حركة الأفروسنتريك لها عديد من الأطروحات المثيرة للجدل، وخاصة تلك المتعلقة بنسب إنجازات الحضارات الكبرى – وعلى رأسها الحضارة المصرية القديمة – إلى أصول إفريقية جنوب الصحراء، متجاوزة بذلك الأدلة الأثرية والتاريخية واللغوية والجينية الراسخة، التي تؤكد تميز وخصوصية الحضارة المصرية، وارتباطها الجغرافي والثقافي ليس فقط بقارة أفريقيا، ولكن كذلك بالبحر المتوسط والشرق الأدنى.
وبناءا على ما سبق يجب أن تنتبه الدولة المصرية بكل مؤسساتها وأدواتها الناعمة للتصدي لمخاطر مثل هذه الحركات التي تستهدف النيل من الهوية المصرية، وخاصة هويتها الثقافية الفريدة التي أثرت في العالم بأسره.
وإذا كانت مؤسسات الدولة كافة معنية بهذا الأمر، فإن النظم التعليمية، وخاصة المناهج الدراسية يجب أن تكون الأداة الأولى والفاعلة في تنمية الوعي اللازم نحو التصدي لمثل هذه الحركات الأيدلوجية، وعلى رأسها مناهج الدراسات الاجتماعية التي يجب أن تأتي في المقدمة؛ باعتبارها تهدف في المقام الأول إلى ترسيخ القيم الوطنية، والاعتزاز بالهوية الحضارية، وتنمية الانتماء. وكذلك دورها في تصحيح المفاهيم التاريخية المغلوطة.
ومن هنا، تنبع أهمية هذا البحث الذي يسعى إلى استقصاء دور مناهج الدراسات الاجتماعية في مصر في التوعية بمخاطر حركة الأفروسنتريك، والتصدي لما تحمله من تهديدات للهوية الثقافية المصرية. وتحديد ما قد تعانيه مناهج الدراسات الاجتماعية من أوجه قصور نحو التصدي لمخاطر هذه الحركة، وما قد يظهر مستقبلا من حركات فكرية مشابهة، مع تقديم رؤية تطويرية تُمكن هذه مناهج الدراسات الاجتماعية من أداء دورها التوعوي في ظل المتغيرات الفكرية الراهنة.

الكلمات الرئيسية