برنامج مقترح للطالب المعلم شعبة الجغرافيا بکلية التربية باستخدام الفصل المقلوب ومواقع التواصل الاجتماعى لتنمية مهارات التدريس والتفاعل الاجتماعى وأثره على تنمية مهارات التفکير الجغرافى لذوى الإعاقة البصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

المقدمة:
يعتبر المعلم جوهر العملية التعليمية ومحورها أو عمودها الفقرى، ولقد تغيرت النظرة إلى المعلم فى الوقت الحاضر بحيث أصبح المحک الأساسى فى إعداده يستند إلى قدرته على القيام بمسئولياته الجديدة وتحقيق الأهداف التربوية بجوانبها وأبعادها المختلفة فى ظل ظروف العصر الحالى، ولکى يقوم بالدور المنوط به لابد أن يکون مؤهلا تربويا ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر لابد أن تتوفر فيه الکفايات والمهارات المعرفية والأدائية والسلوکية فى مجال تخصصه.
وقد ظهر الاهتمام بالمعاقين بکل أنواعهم وبمختلف درجات الإعاقة التى يعانون منها فى سن القوانين والتشريعات التى تضمن لهم حقوقهم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وإن کان سن التشريعات وتوفير الرعاية الاجتماعية والتربوية يعد واجبا من واجبات المجتمع نحو أبنائه فإن نجاح تلک الجهود يعتمد إلى حد کبير على شخصية المعلم ونوعية إعداده وتدريبه.(إبراهيم محمد شعير:3:1991)
فالتعليم حق من حقوق الإنسان الذى توفره له الدولة بغض النظر عن قدراته ومواهبه ، ولذلک فإن موضوع الدمج التربوى من القضايا المطروحة بقوة الآن فى جميع الدول العربية دون استثناء، وذلک من منطلق أن الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة يجب أن تکون لهم أماکن للتعليم فى المدارس العادية ، وذلک لما لهذا الأسلوب من فوائد على المجتمع من جانب ، وعلى الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة من جانب آخر.
وقد شهدت فترة الثمانينيات من القرن العشرين تقدما کبيرا فى العديد من الدول تجاه الدمج التربوى، وکانت البدايات دمج الطلاب ذوى الإعاقة البسيطة فى مدارس التعليم العام، ومع بداية التسعينات إلى الآن بدأ المدافعون عن الدمج فى التوجه إلى ضرورة التوسع فى تطبيق هذه الفلسفة لتشمل الطلاب المعاقين بدرجة متوسطة وشديدة ، ومن ثم فقد نصت المادة ( 2 ) من الکتاب الدورى رقم ( 19 ) بتاريخ 2/6/2016 الصادر عن وزارة التربية والتعليم على أن يقبل بمدارس الدمج الطالب الکفيف وهو من تقل حده إبصاره عن 6/60 ، على أن يتعلم جميع الأطفال بغض النظر عن إعاقاتهم مع توفير کل أشکال الدعم الضرورية فى بيئات المدارس العادية.(إبراهيم القريوتى أمين، ومحمود السيد عباس: 2009: 25).
وتتطلب فلسفة هذا التعليم تغييرا فى أدوار معلم الدراسات الاجتماعية بصفة عامة ومعلم الجغرافيا بصفة خاصة فى ظل الشمول التعليمى لذوى الاحتياجات الخاصة مع العاديين، فأصبح المعلم مسئولا عن تعليم کل التلاميذ الموجودين فى الفصل ومساعدتهم على التعلم وتلبية احتياجاتهم.
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى إعداد معلم يستطيع أن يتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة سواء أکانوا فى فصول المدارس العادية فى ظل سياسة الدمج أم فى فصول مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة، ومن ثم سعت العديد من الدراسات لتحديد الکفايات اللازمة للمعلم فى ظل نظام رعاية ودمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى مدارس العاديين مثل: دراسة ( رحاب محمد زهير: 2013) ، ودراسة (هدى محمد مرتضى:2007)، ودراسة (خديجة أحمد السباعى:2004).
ويعد غاية فى الأهمية إعداد معلمين ذوى کفاءة عالية للعمل مع التلاميذ ذوى الإعاقة البصرية؛ لأن الإعاقة البصرية لها تأثير على مظاهر النمو المختلفة بدرجات متفاوتة، لذلک يعتبر تدريس التلاميذ ذوى الإعاقة البصرية له خصوصية بين الميادين المختلفة، ومن هنا ظهر العديد من الدراسات التى سعت لتقييم کفاءة معلمى المعاقين بصريا ومنها، دراسة: (نايف بن عابد الزارع وأحمد محمد بن ملحم ونجاتى أحمد حسنى:2012) حيث أشارت النتائج إلى أن مجال الفروق الفردية جاء فى المرتبة الأولى من حيث مدى ملاءمة کفاءة معلمى الطلاب المعاقين بصريا للمعايير الدولية ، بينما جاء مجال التخطيط التعليمى فى المرتبة الأخيرة من حيث مدى ملاءمة کفاءة معلمى الطلاب المعاقين بصريا للمعايير الدولية. ودراسة (وفاء عبدالله المومنى:2010) التى حاولت التعرف على مدى ملاءمة کفاءة معلمى الطلاب المعاقين بصريا للمعايير الدولية من وجهة نظر المعلمين.
ولا شک أن دور المعلم فى تنشئة الأجيال لا يقف عند تلقين التلاميذ حقائق ومعلومات بل يسهم فى تربية متکاملة تتسم بالتجديد وتعهد القدرات الإبداعية من أجل التطلع لمستقبل أفضل، لذا أصبح البحث عن أساليب واتجاهات حديثة ومناسبة فى مجال إعداد المعلم من خلال وضع قائمة بالمهارات التعليمية اللازمة للمعلم أثناء ممارساته التعليمية والتربوية فى الميدان، وبرامج إعداد المعلمين المبنية على أساس الکفايات التعليمية تنظر إلى عملية التدريس على أنها سلوک عام قابل للتحليل والتجزئة إلى أنماط سلوکية أصغر يمکن ملاحظتها وقياسها ثم تقويمها، ويمکن للکفايات التعليمية اللازمة للمعلم أن تسهم فى صنع المعلم الکفء .(عبد العزيز عبد الوهاب البايطين:1995: 2003)
وإذا کان امتلاک معلمى العاديين للمهارات التدريسية تلقى اهتماما ، فامتلاک هؤلاء المعلمين للمهارات التدريسية الخاصة بالمعاقين عامة وذوى الإعاقة البصرية خاصة يجب أن تنال اهتماما أکبر ، وقد أوضحت العديد من الدراسات وجود قصور فى مهارات المعلمين للتدريس لذوى الإعاقة البصرية ، ومرد ذلک إلى ضعف إعدادهم ، مثال ذلک: دراسة (أمير عبد الصمد سعود:2012) ومن ثم يعد غاية فى الأهمية إعداد معلمين ذوى کفاءة عالية للعمل مع التلاميذ ذوى الإعاقة البصرية وخاصة فى ظل التحديات التى يواجهها معلمو المدارس العادية الذين يجب عليهم الاستجابة لتنوع احتياجات التلاميذ وخاصة فى ظل تحول النظم التعليمية إلى نظم أکثر شمولية فى ظل فکرة الدمج للمعاقين بصريا وإعدادهم للحياة فى مجتمع العاديين وتحقيق مبدأ المساواة وتکافؤ فرص التعليم بينهم وبين أقرانهم العاديين ، إلا أن دراسة (عبد العليم محمد شرف:2008) أکدت قصور برامج إعداد المعلم بکلية التربية فى إکساب المعلم ممارسات وسلوکيات الشمول التعليمى للمعاقين بصريا ، کما أوضحت ضرورة قيام کلية التربية بتعديل برامج إعداد المعلمين لإکسابهم القدرة على العمل مع التلاميذ المعاقين بصريا والمهارات اللازمة لذلک.
وقد أوضحت البحوث العلمية أن نجاح عملية الدمج للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بشکل عام والمکفوفين بشکل خاص يعتمد على عوامل ترتبط بالدرجة الأولى بالمعلمين ومنها قبولهم لفکرة الدمج، وإعداد الطلاب المعلمين وتنمية المهارات التدريسية لديهم.(عبد الله بن حجاب عائض:2003: 35- 36).
ونتيجة لذلک ، أجريت عدة دراسات حول معلم ذوى الإعاقة البصرية ، ومن هذه الدراسات دراسة (Mnyanyi,C.B.F:2008) التى تناولت عمليات التدريس للتلاميذ ضعاف البصر فى مدارس العاديين فى تنزانيا Tanzania ومن نتائج هذه الدراسة حاجة المعلمين إلى تدريب لجعل بيئة التعلم أکثر إثارة وجاذبية مما يؤدى إلى رفع کفاءة التلاميذ المعاقين بصريا ، وکذلک تدريب المعلمين على کيفية دمج التلاميذ المعاقين بصريا فى عملية التعليم والتعلم ، ودراسة (Kesiktaş,A.D. & Akcamete A.G.:2011) التى تناولت الکفايات المهنية لمعلمى التلاميذ ذوى الإعاقة البصرية بترکيا وقد توصلت النتائج إلى أن المعلمين يواجهون مشکلات فى تنفيذ تدريس المعارف والمهارات للتلاميذ ذوى الإعاقة البصرية، ودراسة (إبراهيم محمد شعير:1991) لتحديد الکفايات التربوية اللازمة لمعلم العلوم بمدارس النور، ودراسة (جابر محمد عيسى، وسناء حسنى عماشة:2012) هدفت إلى تقييم الکفاءة المهنية لمعلمى الطلاب المعاقين بصريا طبقا للمعايير العالمية فى کل من مصر والسعودية ومدى تأثر الکفاءة المهنية للمعلمين بالنوع والجنسية وسنوات الخبرة.
ومن خلال العرض السابق تأتى أهمية تحديد المهارات التدريسية اللازمة لمعلم الجغرافيا (الطالب المعلم) فى ظل فکرة الدمج والمدارس الجامعة أو الشاملة وذلک لأن المعلم بإعداده الحالى لا يتمکن من التعامل مع ذوى الإعاقة البصرية وذلک لأن لهذه الفئة احتياجات وخصائص تختلف عن الطلاب العاديين ، ومن ثم لابد من مواجهة هذه الاحتياجات وتعرف الخصائص المميزة لهذه الفئة وهذا لن يتأتى إلا بامتلاک المعلمين مهارات التدريس اللازمة للتعامل مع هذه الفئة .(هناء حسنى إبراهيم:2009: 200) کما أن مناهج الدراسات الاجتماعية لن تؤدى أهدافها من تلقاء ذاتها إذ يحتاج الأمر إلى المعلم الذى يمتلک عددا من المهارات التى تثرى العملية التعليمية وتزيد من فاعلية الموقف التعليمى بدءا من تحديد الأهداف وانتهاء باستخدام أساليب التقويم التى تقيس مدى تحقيق هذه الأهداف.(عبد المؤمن محمد عبده:2002: 72)
ولقد ساهمت تکنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة فى تطوير التعليم الحديث وظهور أساليب وطرق تعليمية مبتکرة قائمة على أدوات التقنية المتنوعة من أبرزها مفهوم انتشر مؤخرا وهو الفصل المقلوب أو المعکوس Class Flipped وهو شکل من أشکال التعليم المدمج الذى يوظف التقنية الحديثة لتقديم تعليم يتناسب مع متطلبات وحاجات الطلاب فى عصرنا الحالى.
وتقوم فکرة الفصل المقلوب على قلب مهام التعلم بين الفصل والمنزل، وهذا القلب أو العکس للعملية التعليمية لا يمکن تحقيقه دون توظيف أدوات التقنية، حيث أصبح دمج التقنية الحديثة فى العملية التعليمية فى وقتنا الراهن مطلبا مهما وليس ترفا أو اختيارا، نظرا لتغير خصائص ومهارات وظروف الجيل الحالى من الطلاب الذين نقوم بتعليمهم، وامتلاکهم، بل احترافهم لأدوات الاتصال والتطبيقات التقنية المتنوعة وقدرتهم على تعلمها بسرعة ومهارة.
ويسعى نمط الفصل المقلوب إلى إعادة تشکيل العملية التعليمية ليتم تغيير الدور التقليدى الذى تقوم به المدرسة والمنزل بحيث يحل کل منهما مکان الآخر، وهو ما أعطى هذا النمط اسمه، ففى التعليم التقليدى يقوم عضو هيئة التدريس بإلقاء المحاضرات فى حين يستمع الطلاب محاولين تدوين ما يستمعون إليه، وقد يغيب عنهم بعض النقاط الهامة لانشغالهم فى عملية التدوين، فى حين أنه فى الفصل المقلوب يتم قضاء وقت المحاضرة فى إجراء الأنشطة والتمارين والتدريبات، بينما تسلم المحاضرة فى شکل فيديو يستمع إليه الطلاب قبل وقت المحاضرة، ويستند التعلم المقلوب على بعض المفاهيم، مثل: التعلم النشط، مشارکة الطلاب، بث الفيديو، ويسعى التعلم المقلوب إلى تحقيق التعلم النشط من خلال توفير بيئة ثرية وأنشطة تدعم نجاحهم وتنمية مهارات معالجة المشکلات الحياتية.(Gross,B.&Hoffman,M.:2015 :3)
وأوضح (Wolf,L&Chan,J:2016 :16) أن المحاضرة التقليدية تقلل من نشاط المتعلم حيث يفتقر دوره على تدوين المحاضرات أو النقاط الرئيسية دون وجود تفاعل مع المعلم بالإضافة إلى عدم تقييم المعلم لمستوى فهم طلابه، فقد يسئ الطلاب فهم المحاضرة دون إدراک المعلم لذلک.
وقد أکد (Bachnak,R.&Harrisburg,P.S.:2014 :3) على ضرورة تعزيز أعضاء هيئة التدريس لمشارکة الطلاب داخل قاعات التدريس من خلال استخدام مداخل ترکز على خلفيات الطلاب السابقة ومواهبهم وتزويدهم بتغذية راجعة حول تقدمهم الأکاديمى، والاستفادة من المستحدثات التکنولوجية والتعلم المدمج وخدمات الإنترنت.
وبالتالى ينبغى أن يسعى أعضاء هيئة التدريس إلى استبدال المحاضرات التقليدية باستخدام الفصل المقلوب؛ وذلک لأن الفصل المقلوب يسهم فى تحسين تعلم الطلاب، وتعويدهم على تحمل المسئولية فى عملية التعلم، والتخفيف من الضغوط الأکاديمية خاصة أنه فى المحاضرة التقليدية يستمع الطلاب إلى المحاضرة ثم إجراء التکليفات المطلوبة فى المنزل، کما أنها تعود الطلاب على الحفظ الآلى الذى يؤدى إلى سرعة النسيان للمعلومات.(Rotellar,C.&Cain,J.:2016: 2)
بينما يعتمد الفصل المقلوب على تقنيات الفيديو والعروض التقديمية وشبکة الإنترنت فى نقل التعليم من الصف إلى المنزل، وبذلک يتحول المنزل إلى صف آخر يقوم على جهد الطلاب، إذ يتابع هؤلاء تعلمهم على أجهزة الحاسب الآلى أو الأجهزة اللوحية وغيرها من خلال المواد الذى يعدها عضو هيئة التدريس، بحيث يعد ملفا بصريا يشرح فيه المحتوى معتمدا على التقنيات السمعية والبصرية والعروض التفاعلية لتکون فى متناول الطلاب قبل المحاضرة، بل متاحة على مدار الساعة، وبذلک يتمکن الطلاب من تکرار الاطلاع على المحتويات الرقمية ، واستيعاب معطياتها، بحيث تتضمن مجموعة من التمارين والبحوث والمسائل المتنوعة ما يجعل هذه الصفوف المقلوبة ورش عمل تفاعلية. (مروى حسين إسماعيل:2015: 177)
وقد أوصت دراسة (Rotellar,C.&Cain,J:2016) بضرورة استخدام أعضاء هيئة التدريس لمدخل التعلم المعکوس؛ لما له من أهمية فى تنمية مهارات حل المشکلات ومهارات التفکير، کما تمکن الطلاب من الاعتماد على أنفسهم فى التعليم لمواکبة التغيرات التکنولوجية المتلاحقة واکتساب مهارات تواکب سوق العمل، کما أوصت دراسة (Basal,A:2015) بضرورة استخدام الفصل المقلوب أو التعلم المعکوس فى التدريس، وقد شجع هذا الباحثين على اختبار فاعليته فجاءت النتائج مؤکدة لفاعليته فى التحصيل الأکاديمى، مثل دراسة (Bhagal,K.K.;Chang,C.N.&Chang.C.Y:2016) التى أثبتت فاعليته فى تنمية التحصيل فى الرياضيات والدافعية لدى طلاب المرحلة الثانوية، کما أظهرت نتائج دراسة (حنان بنت أسعد الزين:2015) فاعلية التعلم المقلوب فى التحصيل الأکاديمى لطالبات کلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ودراسة (Kenna,D.C.:2014) التى توصلت إلى فاعلية الفصل المقلوب فى تنمية تقدير الذات لدى طلاب المرحلة الثانوية ،  وکذلک دراسة (Kurtz.G:2014) والتى هدفت إلى التعرف على اتجاهات الطلاب نحو استخدام الفصل المقلوب حيث أظهرت النتائج وجود اتجاهات إيجابية نحو التعلم بالفصل المقلوب حيث إنه يثرى عملية التعلم، ويخفف الملل، ويساعد على فهم المواد التعليمية، وکذلک أثبتت دراسة (Zhonggen,Y.&Guifang,W.:2016) فاعلية نموذج الفصل المقلوب فى تنمية الکتابة باللغة الإنجليزية، کما أوضحت دراسة (Tanner,M.&Scott,E.:2015) أن للتعلم المعکوس تأثيرا إيجابيا على تعلم الطلاب وتحقيق الفهم والقدرة على تطبيق المفاهيم، وأوصت بضرورة استخدام التعلم المعکوس فى دورات علوم الحاسب على مستوى التعليم العالى، کل ذلک دعا إلى استخدام الفصل المقلوب فى البحث الحالى.
ويعرفه (Yi,T&Mogilski,J.:2014: 33) بأنه تقنية تعليمية تتضمن جانبين: مجموعة الأنشطة التعليمية التفاعلية التى تتم داخل الفصول الدراسية، والتعلم الفردى الکمبيوترى الذى يتم خارج الفصول الدراسية.
إذ فى الفصل المقلوب يقوم أعضاء هيئة التدريس بتسجيل المحاضرات وإضافة العناصر التفاعلية کما يمکنهم الاستعانة بفيديوهات من إحدى المواقع الموثوق بها ويجب على الطلاب مشاهدتها قبل الحضور للمحاضرة؛ وذلک لإفساح المجال لممارسة أنشطة أخرى داخل حجرة الدراسة (Basal,A.:2015: 29) مثل: حل المشکلة، والنقاشات، وحل الواجبات، فهو تعلم يحل فيه التدريس من خلال التکنولوجيا محل التدريس المباشر فى الغرفة الصفية، وقد تأخذ التکنولوجيا فى هذا السياق أشکالا متعددة منها الفيديو، والعروض التقديمية Power Point ، والکتب الإلکترونية، والمحاضرات الصوتية Pod casts ، والتفاعل مع الطلاب من خلال المنتديات الإلکترونية وغيرها، ومع أن الفيديو هو الشائع فى هذا المجال فالمعلم هو من يقوم بإنتاج المحاضرات وجعلها متوفرة للطلاب على الإنترنت فى المنزل قبل الحضور إلى حجرة الدراسة. (نبيل السيد حسن:2015 :122)
کما تعد مواقع التواصل الاجتماعى أحد أهم وسائط الإعلام التى تضاعف الإقبال عليها وصارت تلعب أدوارا مؤثرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وامتد تأثيرها إلى حقل التعليم حيث إنها أضافت جانبا من الشکل الإنسانى من خلال مشارکة وتفاعل العنصر البشرى فى العملية التعليمية؛ مما ساعد على زيادة الرغبة فى التعليم.
وعلى الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعى قد أنشئت بغرض توسيع دائرة التواصل الاجتماعى بين الأفراد على مستوى المجتمعات، فإن الکثيرين من المهتمين بالتعليم يرون أنه يمکن الاستفادة من هذه المواقع عن طريق استخدامها فى التعليم. (فيفى أحمد توفيق:2015: 323).
وقد امتد استخدامها ليشمل مختلف الأنشطة من تداول المعلومات الخاصة بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والدعوة إلى حضور الندوات والمؤتمرات وغيرها، وبناء على ذلک أتاحت للشباب فرصة التعلم.
ولقد أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى العديد من مجالات الحياة وفى مقدمتها مجال التعليم فقد غيرت من طبيعة التعليم والتدريس، کما بدأ الکثير من المهتمين بالعملية التعليمية باستخدام هذه الشبکات للتواصل مع الطلاب من أجل خلق بيئة تعليمية تفاعلية يکون فيها الطالب عنصرا فاعلا يشارک فى الحصول على المعلومات، والبحث عنها، وليس مجرد متلق سلبى للمعلومات . (علياء سلامة الجهنى:2013: 4) وقد أوضحت  (دراسة عبد الناصر عبد الرحيم فخرو، وعبدالله سالم العازمى، وحسين مجبل الرشيدى :2013) أن التطور التکنولوجى حقق قفزة واسعة للتواصل بين الطلاب وقدم خدمات للحياة اليومية، وفى التعليم والتعلم (عمل البحوث – والبحث عن المعلومات ... إلخ) وفى التواصل إلکترونيا أو لفظيا مع أساتذتهم ، کما أوصت دراسة (علياء سلامة الجهنى:2013) بضرورة العمل على وضع الاستراتيجيات والخطط اللازمة لتوظيف مواقع التواصل الاجتماعى فى العملية التعليمية وإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث حول مواقع التواصل الاجتماعى.
وأوضحت دراسة (عبد الکريم على الدبيسى، وزهير ياسين الطاهات:2013) أن مواقع التواصل الاجتماعى ينتشر استخدامها بين الطلاب کما أنها من مصادر حصول الطلاب على المعلومات والأخبار.
وأظهرت دراسة (نورة سعود الهزانى:2013) مدى أهمية الشبکات الاجتماعية فى التواصل وتکوين مجموعات بحثية وعلمية حيث أجمعت 87% من العينة على ذلک، وجدت 72% من العينة فى الشبکات الاجتماعية مصدرا لمعلومات علمية ومصادر بحثية ، وخلصت الدراسة إلى توصيات مهمة لتفعيل استخدام الشبکات الاجتماعية فى عملية التعليم والتعلم.
هذا وقد أوضح (Britland,M.:2012)  أن من أکثر الوسائط الاجتماعية انتشارا واستخداما فى المؤسسات التعليمية والمدارس والجامعات :الفيس بوک حيث تم استخدامه فى البداية کوسيلة للتواصل بين المؤسسات التعليمية وبين الطلاب وأولياء أمورهم، وبعد ذلک تم استخدامه فى التعليم من خلال مشارکات الطلاب فى تبادل المعلومات لذا فهو يعد أداة قوية للتعليم التعاونى والجماعى بين الطلاب.
وتتعدد المبررات لاستخدام الفيس بوک فى التعليم، منها ما هو متعلق بتقنية الفيس بوک نفسه؛ لکونه موقعا مجانيا وسهل الاستخدام، بالإضافة إلى تطبيقاته المتعددة، وهذا يوفر مساحة واسعة للطلاب لکى يکتسبوا مهارات التعليم  والدراسة اللازمتين لمتابعة کل جديد فى المعرفة والبحث من قبل طلاب الجامعة أنفسهم وغيرهم من الجامعات ، ويؤکد على أن التعلم نشاط اجتماعى حيث يعرض المحتوى التعليمى ليشارک فيه طلاب من بيئات جغرافية متنوعة فيحدث الاتصال والتعاون. (أنسام سالم البلاونة:2012: 9).

الكلمات الرئيسية